المرأة الجولانية التي استطاعت نتيجة الاحتلالات المتعاقبة
أن تكون في المقدمة بتاريخها النضالي الطويل والمشرف منذ أن وطأت أقدام الغزاة هذه الأرض المباركة.
وكان لها شرف المشاركة في العديد من المعارك التي خاضها أهلنا في الجولان ضد المستعمرين الفرنسيين والذين كانوا أول من تصدى للفرنسيين لمنعهم من دخول سورية عن طريق الجولان وكان لهم ما أرادوا.
ففي معركة جباتا الخشب بعد دخول الفرنسيين سورية حيث احتشدت قواتهم فيها للقضاء على الثوار في عشرينيات القرن الماضي وقفت المرأة الجولانية جنباً إلى جنب مع الرجل وهنا لا ننسى شهيدات الجولان الأوائل اللواتي سقطن في تلك الحقبة دفاعاً عن الأرض والوطن أمثال خديجة بنت صالح مريود. وقد روى التاريخ قصصاً بطولية كثيرة عن الشهيدات المناضلات اللواتي قاتلن مع الثوار ونلن شرف الشهادة.
لقد لعبت المرأة الجولانية دوراً بارزاً في تلك الفترة التي تفجّرت فيها الثورات ضد المستعمر في كل أنحاء سورية ولم تستطع العادات والتقاليد والقيود الاجتماعية أن تحول دون تطلع المرأة الجولانية إلى حرية الوطن واستقلاله وعزة أبنائه.
ففي عام 1967م بعد أن احتلت (إسرائيل) الجولان وأحكمت سيطرتها الكاملة عليه كان من الطبيعي أن تقف المرأة الجولانية إلى جانب إخوتها وأبنائها في مواجهة الاحتلال، تحثّهم على التشبث بالأرض والصمود وتزيدهم إصراراً على تحرير الأرض والإنسان فكانت بحق المدرسة الوطنية التي خرّجت آلاف المناضلين في مواجهة الاحتلال ومخططاته الهادفة إلى سلخ الجولان عن وطنه الأم سورية.
وانخرط العديد من النساء الجولانيات في صفوف المقاومة السرية ضد الاحتلال التي تم كشف القسم الأكبر منها في أواخر السبعينيات وتقديم العديد من أعضائها إلى المحاكم العسكرية وفرض أحكام جائرة بحقهم.
كما شاركت المرأة الجولانية في الاضرابات والتظاهرات الوطنية التي تجري في الجولان، وتم اعتقال العديد من المناضلات الجولانيات أثناء هذه التظاهرات وقد دام اعتقال بعضهن سنوات عديدة.
وفوق ذرا الجولان سقط العديد من الشهيدات في هذه الفترة، منهن غالية فرحات التي سطرت أروع ملاحم الوطنية والفداء.
وهنا لا ننسى المعاناة اليومية التي تقاسيها المرأة الجولانية تحت نير الاحتلال الصهيوني الجائر.
لقد أثبتت المرأة الجولانية وجودها في ساحة المعركة منذ الاحتلال الفرنسي ومازالت تثبت حتى اليوم نضالها المشرف ومشاركتها الكاملة في مقاومة الظلم والطغيان ودحر الغزاة وما بين الشهيدتين خديجة مريود وغالية فرحات وقفات عز تمد أهلنا في الجولان نساء ورجالاً بالعزيمة والإرادة على متابعة الطريق.