وصلت صباح أمس أول دفعة من تفاح الجولان السوري المحتل من إنتاج موسم 2010/2011 عبر نقطة العبور في مدينة القنيطرة المحررة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والقوات الدولية العاملة في الجولان.
وتستمر عملية الاستجرار حتى بداية شهر أيار من العام الحالي وتقدر كمية التفاح المستجرة لهذا العام ب 12 ألف طن من التفاح الأحمر الغولدن والأصفر الستاركن عالي الجودة ومن المقرر وصول الكميات المستجرة لهذا اليوم (الثلاثاء)إلى 350 طنا.
وأوضح الدكتور رياض حجاب محافظ القنيطرة في تصريح لسانا عقب وصول أول ثلاث شاحنات من التفاح إن عملية استجرار التفاح من الجولان المحتل تأتي دعما لأهلنا في الجولان وتعزيزاً لصمودهم في وجه الاحتلال وسياساته العدوانية التي تعرقل تسويق محاصيلهم الزراعية بهدف إكسادها وخاصة إنتاجهم من محصول التفاح مصدر الرزق الأساسي والأول لديهم و الذي يعد من أهم مقومات صمود الأهل في الجولان.
وأضاف المحافظ أن عملية استجرار التفاح هي أحد أساليب ووسائل الدعم التي يقدمها الوطن لأبناء الجولان الصامدين المتشبثين بالأرض وبالهوية العربية السورية في مواجهة الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية من تجريف الأراضي الزراعية واقتلاع أشجار التفاح وسرقة المياه وفرض ضرائب مرتفعة على المزارعين لري المحاصيل الزراعية ورفع أسعار المبيدات الحشرية والأسمدة وتجفيف البحيرات للتضييق على الأهل في القرى المحتلة ومحاربتهم في لقمة العيش وللنيل من مقاومتهم وصمودهم بعد إصرار الأهل على زراعة شجرة التفاح التي تمثل تحدياً لكل أساليب الاحتلال وانتهاكاته الممنهجة على الجولان.
ولفت المحافظ إلى تزامن عملية استجرار التفاح مع إحياء الأهل في الجولان للذكرى السنوية 29 للإضراب العام المفتوح الذي أعلنوه في14 شباط 1982ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاتها فرض الهوية الإسرائيلية مشيراً إلى أن التفاح الجولاني سيكون له الأولوية في عملية التسويق داخل السوق المحلية وبأسعار مفضلة موضحا أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات والاستعدادات من قبل المحافظة على مدى الأشهر الأخيرة لسهولة وصول تفاح الجولان إلى الأسواق السورية.
بدوره أكد المهندس نادر عبد الله المدير العام للمؤسسة العامة للخزن والتسويق أن المؤسسة اتخذت كافة الإجراءات الفنية لإنجاح تسويق محصول التفاح بنقله وتخزينه ضمن وحدات تبريد وتسويقه عبر طرحه في منافذ البيع للمستهلك ومراكز الجملة ضمن السوق المحلية والبالغة 90 مركزاً بأسعار مشجعة لأهلنا في الجولان ومنصفة للمواطنين السوريين فضلاً عن سيارات البيع الجوالة وبتصدير الكميات المتبقية إلى الأسواق الخارجية عبر18 وكيلاً للمؤسسة خارج سورية.
من جانبها قالت ماريان غاسر رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية أن عملية نقل التفاح هذه السنة هي الأكبر في سلسلة العمليات فالكمية التي نقلت هذا العام تفوق بثلاث مرات ما نقلته اللجنة الدولية في أول عملية لها في العام 2005 حيث سيتم نقل التفاح على مدى عشرة أسابيع تقريباً.
وأوضح صالح دباكة المنسق الإعلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نقل التفاح من الجولان المحتل الى أسواق الوطن الأم سورية هو عمل إنساني بالدرجة الأولى يسهم في التخفيف من أعباء الاحتلال على المواطنين السوريين مشيراً إلى أنها المرة السادسة التي تعمل فيها اللجنة الدولية منذ عام 2005 على نقل محصول التفاح من الجولان السوري المحتل إلى الأراضي السورية وتسليمه إلى المؤسسة العامة للخزن والتسويق بعد التحقق من الأوزان ومطابقتها.
من جهته قال عصام شعلان مختار قرى الجولان أن عملية استجرار تفاح الجولان المحتل وتسويقه في الوطن الأم سورية يسهم في دعم أهلنا ماديا ومعنويا ويدعم زراعة هذه الشجرة في الجولان المحتل التي تعود زراعتها الى الستينيات من القرن الماضي ويعمق أواصر الترابط الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة.
شارك في الإشراف على وصول دفعات التفاح من نقطة العبور في القنيطرة الدكتور إبراهيم العلي رئيس اللجنة الفرعية المؤقتة لحزب البعث بالقنيطرة.
يذكر أنه بدأت أول عملية لاستجرار التفاح منذ عام 2005 نقل خلالها أربعة آلاف طن وفي عام 2006 وصلت الكمية إلى خمسة آلاف طن وخلال عامي2007و2008 منعت سلطات الاحتلال عملية الاستجرار واعتقلت رئيس لجنة تسويق التفاح في الجولان السوري المحتل يوسف شمس وفي عامي 2009 و2010وصلت كمية التفاح المستجرة إلى 8 آلاف طن.
ويشكل بيع الفاكهة المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للمزارعين السوريين في الجولان المحتل حيث يقدر الانتاج السنوي من هذه الثمرة بين 50 و60 ألف طن لكن سلطات الاحتلال تمارس سياسات المنع والتضييق على المزارعين لمنعهم من تسويق محصولهم الاساسي ولا تسمح الا بعبور كميات محدودة الى سورية.