في الجزء الثاني من حديثه لـ«صحيفة الحياة»...الرئيس الأسد: قرارنا بالمواجهة كان أهمّ قرار .. ونرفض كلّ مالا يتوافق مع مصالحنا... ندرس الآلية كي نجلب أفضل الناس إلى المؤتمر المقبل للحزب ...الحكومة الإسرائيلية غير قادرة أو مهيأة للسلام والدور التركي مبني على وجود شريك...الأوروبي هو الذي عزل نفسه عن المنطقة .. سورية مع وحدة اليمن... يجب بناء تحالفات على مستوى العالم في الاتجاه السياسي وذهابنا إلى أمريكا الجنوبية كان في هذا الإطار...المصالحة الفلسطينية مرهونة بسحب هذا الملف من التدخل الخارجي
قال الرئيس الأسد في الجزء الثاني من حديثه لصحيفة الحياة: ان العقدة التي تحول دون عودة علاقات شبه طبيعية بين سورية وأميركا هي رفضنا القول لاي جهة نعم.. بما فيها أميركا الا اذا كنا مقتنعين.. واذا كانت تعبر عن مصالحنا.
هذه هي المشكلة.. لذلك أعتقد بأن هذا الموضوع سيخلق مشكلة في كل القضايا المختلفة، أي إن لدينا موقفا واضحا في الموضوع الفلسطيني ولنا موقف في الموضوع اللبناني وفي موضوع المقاومة وفي موضوع العراق.. مواقفنا واضحة وهي لا تريحهم.
لا تريح.. اذا لم نقل كلهم.. على الاقل جزءا كبيرا من المؤسسات في الدولة الاميركية.. هذه هي المشكلة.. أي هي قديمة وليست جديدة. وحول وجود شيء عملي جديد في هذه العلاقات اوضح الرئيس الأسد: لا يوجد شيء عملي والشيء الوحيد هو أننا لم نعد نسمع لغة الاملاءات.. ولكن.. شيء حقيقي على الارض.. لا نرى شيئا جديا حتى الآن.. بدأت عملية جس نبض في موضوع السلام.. لكنه مجرد جس نبض.. أخذ ورد.. أي أفكار.. فلا يوجد أي شيء فعلي على الارض في أي موضوع.. لا العلاقات الثنائية ولا القضايا الاخرى التي تهمنا.
وحول وجود تعاون أمني بين سورية والولايات المتحدة قال الرئيس الأسد: حاليا لا يوجد تعاون في اي موضوع والتعاون متوقف منذ العام 2005 ونحن ربطناه بتحسن العلاقات الثنائية.. قلنا لهم انه لا يمكن أن يكون هناك أي تعاون أمني من دون علاقات ثنائية جيدة وتعاون سياسي.
وفيما اذا كان التعاون الامني مرهونا بعودة السفير قال الرئيس الأسد: لا فالسفير يهم أميركا.. نحن سفيرنا موجود في أميركا.. اذا أرادت أن تعين سفيرا في سورية.. فهذا يخص أميركا ويخدمها.. عدم وجوده في سورية لا يضر سورية.. مهمة سفيرنا في أميركا أن يخدم مصالحنا وليس العكس.. فهذا «تعيين سفير أميركي» مجرد شيء شكلي يعبر عن اشارة.. هو مؤشر.. لكنه ليس شيئا عمليا.
وبشأن وجود خيبة سورية من الرئيس الاميركي باراك أوباما قال الرئيس الأسد: لا لأن اوباما شخص في النهاية.. في أميركا توجد مؤسسات.. ولوبيات «جماعات ضغط».. وكونغرس.. توجد جهات مختلفة.. أعتقد بأن أوباما أراد أن يقوم بانجازات، الآن على مسار السلام.. يحاول أن يقوم بشيء.. ولكن يبقى الرئيس في أميركا وحده غير قادر على القيام بانجازات كبرى.. عندما لا تكون المؤسسات داعمة له.
وحول ما اذا كانت القطيعة التركية الاسرائيلية أزعجت سورية أوضح الرئيس الأسد: لا لأن اسرائيل ومع مجيء هذه الحكومة في بداية العام الماضي.. بدأت مباشرة حملة على مستوى الدول المعنية أو المهتمة.. وبخاصة في أوروبا ولدى الاميركيين في شكل بديهي.. للشرح وللاقناع بأن الدور التركي لا يمكن أن يبقى في عملية السلام. إسرائيل غير مهيأة للسلام
وأضاف الرئيس الأسد: هذه الحكومة الاسرائيلية سعت منذ البداية لتقويض الدور التركي.. وأتت قضية الهجوم على أسطول الحرية مرمرة كي يكون هناك شيء عملي يضرب هذه العلاقة.. ويضرب الدور التركي.. لكن اسرائيل من قبل.. وبصرف النظر عن هذه الحادثة.. لم تكن تقبل بالدور التركي لان الحكومة الاسرائيلية الحالية غير قادرة أو غير مهيأة للسلام.. فكيف يمكن أن يكون هناك دور تركي لو كان موجودا اليوم.. ولا يوجد شريك اسرائيلي.. .
فالدور التركي مبني على وجود شريك اسرائيلي.. والشريك غير موجود.. بالتالي لا يمكنني أن ألعب دورا في السلام.. ولا تركيا تستطيع.
وفيما اذا كانت سورية تتوقع شيئا ملموسا في المصالحة الفلسطينية قال الرئيس الأسد: ترى شيئا ملموسا عندما تقرر الأطراف كلها أن تكون خاضعة للمصالح الفلسطينية الفلسطينية.. أو للتأثيرات الفلسطينية الفلسطينية وليس للتأثيرات الخارجية.. عندما يقررون أن يتصالحوا مع بعضهم بعضا كفلسطينيين.. عندما يكون هذا الملف فلسطينيا بامتياز.. وليس اقليميا أو دوليا.. تحصل مصالحة.. طالما أن هذا الملف.. ولو بجزء منه.. يتبع لدول أخرى أو يتأثر بدول أخرى.. أشكك بامكانية وصول الاطراف الى حل نهائي.
سورية مع وحدة اليمن
وحول قلق سورية من الفراغ والمشاكل في اليمن والسودان وعودة الصحوات الى القاعدة في العراق قال الرئيس الأسد: القاعدة هي نتيجة.. أو فكر القاعدة نحن نتحدث عن القاعدة وكأنها منظمة متماسكة.. لا.. الحقيقة انها قضية فكر.. تطلق عليه تسمية القاعدة تجاوزا.. ولكن هي نتيجة وليست سببا.
وأضاف الرئيس الأسد: يقلقنا الفراغ الذي أدى الى هذا السبب.. وكذلك يقلقنا الاحباط وضعف النمو والتطور وتقلقنا الاخطاء السياسية والفراغ السياسي والاداء السياسي الخاطئ لنا كمسؤولين ما ادى الى هذه النتيجة.. هذا هو المقلق.. هذه مجرد أعراض.. كما لو أن لديك آلاماً في البطن.. ألم البطن لا يدل على شيء.. بل على مشكلة خلفه.. ما هي المشكلة التي تقف وراء ألم البطن.. وليس الألم بحد ذاته.
وبشأن محاولة القاعدة ايجاد نشاط لها في سورية اوضح الرئيس الأسد: طبعا.. في كل مكان بما فيه سورية.. متواجدة في كل الساحة العربية والاسلامية تقريبا.. ولكن ليس بالضرورة أن تكون منتشرة.. جغرافياً هي متواجدة.. أما شعبيا فهي محدودة حتى الان.. الناس لديهم وعي.. على الاقل في سورية.
وفيما اذا كان لدى سورية معلومات عن وجود القاعدة في شمال لبنان وقلق سورية من ذلك قال الرئيس الأسد: حاليا.. لا توجد لدينا معطيات كثيرة عن حركة نشطة في شمال لبنان.. منذ عامين كانت الحركة نشطة جدا.. لكن ذلك لا يعني أنها غابت.. كما قلت.. هي جغرافياً متواجدة في كل الساحات.. ودائما نطلق عليها تسمية الخلايا النائمة كونها نائمة فأنت لا تعرفها.. والقلق هو من الشيء الذي لا تعرفه.. وليس من الشيء الذي تعرفه.. الان هناك تواصل.. العمليات التي تحبط في سورية.. تدل على أن في دول الجوار في شكل عام.. حركة ل القاعدة.. وخاصة في لبنان والعراق.. طبعا العراق معروف.. ليس هذا سرا.. لكن لهم تواجدا في لبنان ايضا.. لدينا نحن جزء من المعلومات وأحيانا لا نعرف ما هي تتمتها.. الاهم أن تكمل المعلومات.. أن تكون متكاملة كي تعطي صورة واحدة.
وفيما اذا كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح طلب شيئا من سورية يتعلق بالحوثيين وبالموضوع اليمني اوضح الرئيس الأسد: لا.. لم نتدخل في هذا الموضوع.. طبعا كان هناك حديث مع الرئيس علي عبد الله صالح.. وتشاور لمعرفة كيف هو الوضع وكيف يمكن أن نساعد.. ولكن لم يطلب منا أي مساعدة وسورية مع وحدة اليمن0 وحول ما اذا كانت سورية ضد اي عمل يؤثر على وحدة اليمن قال الرئيس الأسد: لو عدت الى موقفنا من الوحدة بين سورية ومصر على رغم كل الاخطاء التي حصلت تجاه سورية.. وكانت كبيرة جدا وأساءت الى سورية.. فقد كان موقفنا بشكل أساسي ضد الانفصال.. نحن مع اصلاح الاخطاء اذا كانت موجودة.. لكننا لسنا مع نسف الانجاز.
وبشأن اصعب قرار اتخذه منذ اليوم الذي تسلم فيه السلطة قال الرئيس الأسد: أحيانا.. الكثير من الاشياء لا تعرف صعوبتها الا لاحقا.. لا أعرف اذا كان يسمى صعبا.. اذا كنت مقتنعا بشيء فيجب الا يكون صعبا.. ولو كان قرارا حاسما أو مهما.. أستطيع أن أقول.. أهم قرار وليس أصعب.. ذلك أدق.. لذلك توقفت عند كلمة صعوبة.
قرار المواجهة كان من أهم القرارات
واضاف الرئيس الأسد.. ان اهم قرار اتخذته.. عندما تمكنا من رؤية المخطط الاميركي من بعد 11 أيلول وقلنا لاميركا في مفاصل عدة.. لا.. طبعا أنا لا أتكلم عن قرار واحد.. هي مجموعة قرارات كانت مرتبطة ببعضها بعضا بدأت مع 11 ايلول ولم تنته ولكن وصلت الى ذروتها عام 2005 مع الهجمة على سورية من خلال موضوع التحقيقات الدولية وموضوع لبنان وكان المطلوب من سورية ان تقدم كل التنازلات في العراق.. طبعا كي نساعد القوات الاميركية.. دعنا نأخذها بالتسلسل.. اولا مساعدة اميركا او الوقوف الى جانبها في جهدها السياسي للتحضير لحرب العراق.. قلنا لا ثم بدأت المساومات بعد عام 2003 كي ندفع الثمن من خلال التنازل في موضوع السلام.. وكان هناك وسطاء اوروبيون.. فقلنا لا ايضا.. كانت تلك القرارات كلها مهمة.
وتابع الرئيس الأسد.. النقطة الثانية.. كيف تعاملنا مع الموضوع اللبناني.. طبعا عندما أخذنا قرارا بالخروج من لبنان.. كان هذا أحد القرارات المهمة.. لاننا كنا نعرف ما هي اللعبة.. عندما جاء الاميركيون بعد عام 2003 طالبوا باغلاق مكاتب المقاومة الفلسطينية في دمشق وطرد قادتها وهذا كان هدفهم الرئيسي بعد عام 2003 فكان جوابنا الرفض بشكل واضح.
هذه كانت اهم مطالب زيارة وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول عندما اتى في الزيارة الثالثة وكانت بعد الحرب على العراق بثلاثة اسابيع قال.. انتصرنا ونريد منكم الطلبات التالية.. اولا ثانيا ثالثا ورابعا حينها قامت حماس بمبادرة منها للوقوف مع سورية في ذلك الوضع الذي كان يعتبر صعبا بنزع اليافطات من على مكاتبها.. قلت لباول ان حماس قامت بهذا العمل.. فقال.. مطلوب منكم ان تطردوهم ويومها رفضت وقلت له بلغ الرئيس الاميركي السابق جورج بوش اننا لن نطردهم.
واضاف الرئيس الأسد.. بعدها في عام 2005 عندما بدأت المواجهة مع سورية.. بعد خروجنا من لبنان.. وعندما قررت المواجهة في خطابي في مدرج جامعة دمشق في مثل هذا الوقت.. في تشرين الثاني عام 2005 قد يكون هذا محصلة القرارات المهمة في قرار المواجهة.. هم لم يفهموا القرارات التي اتخذناها واعتبروا انه لا بد من المعركة فقررنا المواجهة وكان هذا أهم قرار.
واوضح الرئيس الأسد.. قررنا مواجهة كل من يقف ضد مصالحنا من دون استثناء.. ان كان بوش أو رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أو الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.
سيربحون الحرب وسيغرقون في المستنقع
وقال الرئيس الأسد.. تابعت سقوط بغداد وكان شعوري هو أن الورطة الاميركية بدأت منذ اللحظة الاولى حتى قبل ذلك.
واضاف الرئيس الأسد.. قلت ذلك عام 2002 الى أعضاء الكونغرس وتوني بلير عندما كنت في بريطانيا.. وكل من تحدث معي.. أعضاء الكونغرس الذين كانوا داعمين للحرب وكانوا يأتون ويتحدثون عن الصواريخ الساحقة التي ستدمر وكل هذا الكلام.. كنت اجيبهم بكلمتين.. ستربحون الحرب وستغرقون في المستنقع وفي حديثي الى صحيفة السفير في ذلك الوقت.. قلت هذا الكلام وان المقاومة ستبدأ.
وأشار الرئيس الأسد الى ان الصورة كانت واضحة.. وهذا الذي نقوله نحن.. أهم شيء أننا كنا قادرين على أن نرى تسلسل الاحداث منذ البداية وقلنا لهم.. ستغرقون وستبحثون عمن ينجدكم ولن تجدوا من يساعدكم في العراق وهذا ما حدث.
وتابع الرئيس الأسد.. لذلك عندما كنا نشاهد سقوط بغداد كانت بداية ورطة الاميركيين.. طبعا بالنسبة الي كمواطن عربي.. كانت هناك احباطات عندما نرى عاصمة عربية ودولة باكملها تسقط وتسقط خلال اسابيع.. طبعا هذا لم يكن ضمن الحسابات.. كانت هناك حسابات تتحدث عن اشهر من المقاومة او غيرها لكننا كما يبدو لم نكن نعرف تفاصيل الوضع داخل العراق فكانت الصورة مغايرة تماما.
سورية ضد احتلال العراق
وحول اتخاذ سورية قرارا بإفشال الغزو الاميركي للعراق قال الرئيس الأسد.. كان من البديهي بالنسبة الينا قبل الغزو.. طالما أننا ضد الغزو أن نكون ضد الاحتلال.. هذا الموقف معروف نحن حتى اليوم نسميها قوات احتلال ولا نسميها قوات اجنبية.
وبشأن اصعب مرحلة مرت على سورية قال الرئيس الأسد.. قد تتفاجأ اذا قلت لك ان الامور بالنسبة لي تكون مقلوبة.. في تلك المرحلة كنت على المستوى الشخصي مرتاحا أكثر من هذه الايام لانك عندما تكون في المعركة فانك تعرفها وترى معركة واضحة ولكن عندما لا تكون لديك معركة تفكر بما يتم تحضيره.. بالنسبة اليك يجب الا تكون مرحلة المعارك هي الصعبة بل ما بين المعارك لانك لا تعرف ما الذي ستأتي به المرحلة المقبلة وهنا يكمن القلق.
مراحل الراحة مقلقة
وفيما اذا كانت المرحلة الحالية من تلك المراحل السابقة اوضح الرئيس الأسد.. أجل.. مراحل الراحة هي المقلقة وليست مراحل المصاعب أو الضغط.. الضغط قد يكون أسهل.. فعندها تظهر الاهداف.. اذا كنت قادرا على رؤيتها طبعا.. فيصبح توجهك واضحا وتعلم تماما كيف تتجه الامور وتكون لديك معركة ستخوضها فاما ان تربح واما ان تخسر.. فترات الراحة هي التي تقلق لانها تدفع الاشخاص على المستوى الرسمي والشعبي الى التراخي وعندها يكون لديك قلق من اي معركة بعدها.. هل يا ترى هذا التراخي وصلنا في مرحلة لانه لا توجد معارك مباشرة مع انها لم تتوقف والضغوط مستمرة..
الفكرة الاساسية هل ان التراخي بحد ذاته هو الخطير وليس المعركة.
وفيما اذا كان الانتظار السوري عاملاً ضاغطاً على القرار السياسي قال الرئيس الأسد.. لا.. هناك سوء فهم أحيانا لفكرة الانتظار السوري.. أن سورية تنتظر وتستغل اللحظة.. لا.. هذا كلام غير دقيق .. انت تنتظر عندما تعرف ان اي عمل ستقوم به لن يؤدي الى نتيجة.. عندها تنتظر.. لا تقوم بعمل لانه هدر للوقت وللجهد.. في المقابل نحن في كل مكان نستطيع ان نتحرك فيه لنرى نتائج.. نتحرك فورا.. والدليل ان لدينا حركة سياسية واسعة.
وأضاف الرئيس الأسد.. في السنوات الماضية لم تكن موجودة.. دائما الحركة السياسية السورية تتسارع وتزداد.. فنحن نتحرك.. لا ننتظر.. نحن لا نعتقد أن الانتظار حالة صحية.. هو حالة سلبية ولكن اذا فرضت عليك بمعنى انك فقدت الامل بانجاز شيء في حالة معينة فالافضل ان تنتظر الا تقوم بعمل وتفشل فيه هنا يصبح الفشل اسوأ شيء.. اقل سوءاً هو الانتظار.. وافضل شيء ان تقوم بعمل وتنجز.. هكذا تسلسل الامور عندنا.
وفيما اذا حصلت سورية على تأكيدات باحترام وحدة العراق.. عروبته واستقلاله وتهميش القوى الانفصالية في العراق من المالكي.. قال الرئيس الأسد.. هذه مبادئ في السياسة السورية نطرحها مع كل القوى العراقية منذ بداية الاحتلال حتى اليوم.. هذا حاضر في كل لقاء.. فلا يمر لقاء ونتحدث بالتفاصيل.. الا عندما نبدأ بهذه المقدمة وبتوضيحها وربط اي شيء بها.. وللتوضيح اكثر.. معظم القوى العراقية التي التقينا بها تؤكد على الكلام ذاته.. طبعا لا نستطيع ان ندخل في النيات.
رؤية سورية لربط البحار الخمسة
بدأت بالربط الكهربائي
وحول تحقيق الرؤية الاستراتيجية لتحويل سورية الى نقطة ربط لخطوط النفط والغاز والنقل بين البحور الخمسة الاحمر.. الابيض.. قزوين.. الاسود.. الخليج العربي .. وماذا تحقق في الفترة الاخيرة.. قال الرئيس الأسد.. ان الذي تحقق هو الربط الكهربائي.. ولكن دعنا نبدأ بالشيء الاكبر.. العنوان الاكبر هو فكرة ان تكون سورية مركزا فيها مبالغة.. اذا لم تكن المنطقة هي المحور لكن سورية ستستفيد من المنطقة فانت لا تستطيع القول ان سورية هي المركز لوحدها فما دور العراق اذاً..
وما دور تركيا.. .
الاردن ما دوره..
مجرد ان اكون مركزا فهم مراكز.. عندما تحدثت عن ربط البحار الخمسة الفكرة ان الموقع الجغرافي الكبير من الممكن ان يكون مركزا ولكن من الصعب ان يكون بلدا.. ضمن هذا الاطار تحدثت عن المنطقة كلها.. سورية جزء.. الذي تحقق في هذه المنطقة بشكل اساسي اولا في مجال الكهرباء الربط الكهربائي اولا.. ما بدأ واصبح موجودا موضوع البيع والشراء.. الطاقة اصبحت موجودة.. الغاز طبعا تحقق عن طريق مصر والاردن وسورية.. والان اقتربنا من انجاز او انهاء الخط مع تركيا وهي تبني الان الخط الى سورية.. بقي بناء ما مسافته 90 كيلومترا وهذا الخط هو الذي سيكون جزءا من خط ناباكو باتجاه اذربيجان.
وأضاف الرئيس الأسد كنا نناقش أيضا خطاً ايرانياً تركياً سورياً.. هذا لم نذهب اليه فما زلنا في حالة حوار مع الايرانيين حول سعر الغاز.. لذلك لم نبدأ به.. لا نستطيع ان نبدأ قبل الاتفاق على سعر الغاز ما وقعناه مع العراق هو اقامة خطي نفط وخط غاز بين سورية والعراق هذا الشيء انجز كتوقيع في هذه المرحلة.. الان سيكون هناك لقاء لصوغ المناقصة ووضع الاليات ومن ثم عملية البناء.
العلاقة مع الرئيس اللبناني جيدة جداً
وحول العلاقة مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان قال الرئيس الأسد.. جيدة جدا.. هناك تواصل دوري بيني وبينه على الهاتف وهناك اتصال مباشر وتنسيق دائم.
وفيما اذا كانت سورية تريد اما الابيض واما الاسود في علاقاتها مع الاطراف اللبنانية قال الرئيس الأسد.. لا.. أحيانا البعض يحاول أن يعرف التكتيك بأنه منطقة رمادية.. التكتيك يفرض بحسب الساحة.. المهم الا تكون المبادئ رمادية.. اذ يجب ان تكون واضحة.. مواقف الرئيس ميشال سليمان مثلا من موضوع المقاومة واضحة.. من موضوع لبنان ووحدته واضحة.. هذه هي المبادئ ولا يجوز ان تكون رمادية.. اما كيف تتعامل مع القوى اللبنانية كمسؤول فهذا يصبح موضوعا ذاتيا.
وبشأن زياراته الى دول الجوار واحياء علاقات تاريخية مع دول اخرى وفي أي سياق يضعها قال الرئيس الأسد.. اضع هذه الزيارات في سياق الخريطة.. عندما تكون لديك خريطة.. ما الذي يؤثر بك.. تركيزنا دائما اول الامر على دول الجوار.. عندما بدأنا مع تركيا بدأنا لانها دولة مجاورة ونحسن الان علاقاتنا مع العراق على رغم الازمة التي حصلت العام الماضي.. هدفنا ان تكون علاقاتنا جيدة مع الدول المجاورة.. الشيء ذاته مع لبنان ومع الاردن الذي كانت العلاقات باردة معه منذ سنوات واليوم باتت حارة .. نحن اولا نريد الطوق القريب.. يجب ان تكون علاقتك معه جيدة.. ليست لديك مصلحة في اي مشكلة معه.
وتابع الرئيس الأسد.. المرحلة التالية.. عندما نتكلم عن البحار الخمسة.. هي ليست كلها مجاورة.. فنحن من خلال هذه الرؤية الاقليمية.. لا بد أن نبني علاقاتنا.. لذلك أرمينيا واذربيجان مجاورتان لتركيا تعتبران تتمة لها وقبرص تجاورنا بشكل طبيعي لكن رومانيا وبلغاريا تقعان على البحر الاسود وايضا اوكرانيا فنحن نتكلم عن منطقة هي البحر الاسود الذي يجب ان تكون علاقتك جيدة به.
واضاف الرئيس الأسد.. الان نفكر في أن هناك دولا مهمة بصرف النظر عن هذه الخريطة.. لكننا نعطي أولوية للجوار أولا.. ثم للمنطقة الاقليمية التي نتكلم عنها ثانيا.. لان هناك بنية تحتية مشتركة.
بناء تحالفات على مستوى العالم
وتابع الرئيس الأسد.. ثالثا يجب ان تبنى تحالفات على مستوى العالم في الاتجاه السياسي في المحافل الدولية وغيرها هناك دول جيدة وذهابنا الى اميركا الجنوبية كان في هذا الاطار ربما من الصعب ان تبني بنية تحتية لعلاقة بشكل سهل مع اميركا الجنوبية بسبب البعد والمحيطات التي بيننا.
واضاف الرئيس الأسد.. أما اليوم.. فالصين مثلا تريد أن تبني خط سكك حديدي للقطار لنقل البضائع.. سيأتي في اتجاه ايران.
حسنا.. وصلت الى منطقة البحار الخمسة.. ما موقعك الان من هذه العقدة.. عقدة النقل يجب ان تكون جزءا منها.. في المقابل يجب ان نبدأ التفكير بافريقيا.. الان ندرس الموضوع .. افريقيا قارة مهمة ولها مستقبل مهم.. ولكن ما هي الخريطة التي ستتحرك فيها ..
لا تستطيع ان تتحرك مع قارة بأكملها ولا بد ان تكون لديك نقاط تركيز باهمية الدول كي تبدأ العلاقة معها ومن ثم توسعها.. نحن نمشي بهذه الخريطة التي نقوم بتكبيرها شيئا فشيئا.. بؤر.. بؤر.. ومن ثم تتوسع.
سورية لم تدر ظهرها للدول الأوروبية
وحول شعور بعض الدول الاوروبية بأن سورية تدير ظهرها.. أو لم تعد كما كانت مهتمة بعلاقتها مع الدول الاوروبية.. ويعطون مثالا موضوع اتفاق الشراكة اوضح الرئيس الأسد.. لا .. هذا مجرد شعور الفارق اننا دائما كنا مهتمين وما زلنا.. الان نوسع علاقاتنا مع الدول الاخرى بشكل كبير ومع مناطق اخرى.. الجانب الثاني ان هناك دولا صاعدة في هذا العالم.. قوى صاعدة اقتصاديا وسياسيا في مقدمتها الصين والهند ولا شك ان علاقاتنا معها تاريخية وان علاقاتنا المميزة مع القوى التي تصعد حاليا ينظرون اليها.. لا اريد ان اقول على حساب علاقتنا معهم ولكن في المقارنة اصبحت العلاقة ليست بالاهمية ذاتها كما كانت سابقا.
الجانب الثالث ان الاوروبي هو الذي عزل نفسه عن المنطقة.. نحن لم نعزله.. هو اضعف نفسه في المنطقة.. ولا تستطيع ان تفصل هذه العلاقات عن اهمية الدور الذي يلعبة الاوروبي.. عندما يضعف الاوروبي دوره السياسي في منطقة الشرق الاوسط ستضعف معه اهمية العلاقات الاقتصادية والسياسية لانه غير موجود .. كيف تقيم علاقة مع جهة موجودة بشكل ضعيف .. الاوروبي أضعف نفسه.
آلية أفضل لانتخابات الحزب
وحول المؤتمر المقبل لحزب البعث العربي الاشتراكي والتوقعات منه قال الرئيس الأسد.. لدينا تجربتان.. نجاح المؤتمر يعتمد على نجاح الانتخابات التي تسبقه.. والحقيقة أن أكبر مشكلة واجهتنا في السنين العشر الماضية وخصوصا السنوات الخمس الماضية هي الحديث عن انتقاد آليات الانتخاب.. أو بمعنى اخر.. لم تعبر الانتخابات عن رغبة كثير من القواعد الحزبية في هذا الاطار.. نتائج الانتخابات لم تصل الى مستوى امال القواعد الحزبية.. فالموضوع الذي ندرسه الان بشكل اساسي.. ما هي الآلية الافضل كي نجلب افضل الناس الى المؤتمر لانه في النهاية يأخذ القرار نيابة عن كل القواعد الحزبية.
وتابع الرئيس الأسد.. عندما لا يكون المؤتمر بهذا المستوى فيؤدي ذلك الى الاحباط أيضا على المستوى الحزبي.. فلا بد أن تكون الآليات التي ندرسها الان هي التي تعبر في الحد الافضل عن القواعد الحزبية .. وعندما نصل الى المؤتمر يكون قويا ويكون لقراراته دعم اكبر على مستوى هذه القواعد.
واوضح الرئيس الأسد.. هذا هو التصور الاساسي.. أحيانا يفضل أن تعقد مؤتمرا في مرحلة فيها وضوح رؤية.. لانك ستبني سياسة يتبناها الحزب لسنوات.. فلا بد أن يكون هناك وضوح اكثر بالنسبة الى التحولات السريعة التي تحدث في محيطنا الاقليمي او ربما ابعد من الاقليمي.. والنقطة الثالثة الان اننا نناقش الخطة الخمسية المقبلة .. قد يكون هذا ايضا محورا مهما يترك للمؤتمر.. هناك عناوين كبيرة بناء عليها يمكن ان
يتحدد موعد المؤتمر.