تقليم الإثمار لشجرة الإجاص

إعداد : د: مروان الصفدي

يتميز الإجاص عن التفاح بيقظة البراعم العالية وبطول الطرود( النموات السنوية ) ولكنه أقل قدرة من حيث تكوين الطرود والتفرعات الجانبية . ولهذا السبب يكون تاج الشجرة قليل الكثافة وأكثر إضاءة من تاج شجرة التفاح . يمكن تكوين تاج شجرة الإجاص بالطريقة الهرمية المعدلة أو بالطريقة الكأسية . يجري على الأشجار الفتية تقليم سنوي معدل أو قصير للطرود الطويلة لتشجيع تكوين الطرود الجانبية والتفرعات نصف الهيكلية التي ستحمل أعضاء الإثمار المختلفة .
بعد دخول الأشجار طور الإثمار يحافظ على التاج من التشابك وتزاحم الأغصان وتقص التفرعات الجافة والمريضة والمكسورة وإضافة إلى تقصير الطرود بمقدار ثلث أو نصف الطول وذلك حسب قوة النمو . فكلما كان النمو قوياً كلما كان التقليم طويلاً . أي يزال جزء بسيط من الطرد . وعلى العكس تماماً كلما كان النمو ضعيفاً كلما كان التقليم قصيراً . أي يزال جزء كبير من الطرود وذلك لتشجيع التفرعات وتكوين الطرود الجديدة القوية . تعطي هذه الطريقة في التقليم ثمارها إذا قدمت للشجرة التغذية الكافية وعمليات الخدمة الأخرى اللازمة .
عند إجراء عملية التقليم يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار طبيعة الصنف والحالة العامة للشجرة وخصائص عمليات الخدمة . فالصنف بوريه بوسك ، مثلاً يكون عدد قليل من التشكلات الثمرية ، مما يتوجب علينا إجراء تقليم معتدل للطرود وتقليم جائر للتشكلات الثمرية الهرمة لإستبدالها بتشكلات جديدة . إما الصنف بوريه أردنبون بشكل عدد كبير من التشكلات الثمرية ، فيحتاج إلى تقليم قصير للطرود بمقدار النصف وإجراء قطع تجديدي لنقاط الإثمار للتخلص من التشكلات الثمرية الهرمة واستبدالها بأخرى جديدة أكثر إنتاجاً
وهناك أصناف أخرى تتميز بحالة وسطى بين المجموعتين الأنفتين الذكر مثل كلابس فافوريت وكيوري وويليامز . تقلم الطرود هنا بمقدار ثلث الطول تقريباً كما يجرى قطع تجديدي على نقاط الإثمار .
كما هو معروف فأصناف الإجاص تدخل طور الإثمار متأخرة نسبيا. يمكن أن تزهر الأشجار مبكراً في السنة الثالثة والرابعة ولكن لا تعطي محصولاً اقتصاديا محسوساً إلى بعد مضي 5-8 سنوات . لذلك طرحت مسألة تسريع الحصول على إنتاج جيد ومبكر لأصناف الإجاص وذلك باستخدام المركبات الكيميائية مثل الجبرلين . فعند رش أشجار الصنف بوريه هاردي ، بعمر 5-7 سنوات بالجبرلين ، بدأت الأشجار بالحمل في السنة التالية بعد الرش ، أما أشجار الشاهد فبدأت الإنتاج بعمر 11-12 سنة ، كما ثبت أن رش أشجار الإجاص بعمر 11-12 سنة بالجبرلين بتركيز 0.1 % حماها من الصقيع الربيعي حتى -6 مﹾ وتم انقاذ من 33% - 59% من الأزهار التي اعطت الإنتاج ، علماً أن أشجار الشاهد لم تعطي ثماراً على الإطلاق .
ولقد أجريت في بريطانيا تجربة حول تسريع إثمار أشجار الإجاص فعند رش أشجار الصنف جول غويو المطعمة على السفرجل وبعمر أربع سنوات بحمض الجبرلين بعد إضافة أغرول 90 بتركيز 0.03 % في فترة الأزهار الأعظمي ، وجد إن إنتاج الأشجار المعاملة قد إزداد بثلاثة مرات عن إنتاج أشجار الشاهد ، نضجت الثمار أبكر بأسبوع من الأشجار العادية كما تكونت نتيجة الرش كمية كبيرة من الثمار بدون بذور . لتقيم الإجاص دوراً هاماً في تحديد شكل الشجرة وتاجها وطريقة التقليم في إنتاج الثمار ذات النوعية والمواصفات الجيدة .
إن تقليم الإثمار والقطع التجديدي المستخدم عند تقليم التفاح يطبق كذلك عند تقليم الإجاص مع الأخذ بعين الإعتبار طبيعة الصنف وشكل الشجرة وقوة النمو
- بالنسبة للأصناف ذات شكل التاج المتنامي نحو الأعلى عند إجراء عملية خف التاج ( تقليم التفريغ) عند إزالة الأغصان أو أجزاء الشجرة نقصاً على برعم متجه نحو الخارج .
- إما بالنسبة للأصناف التي تعطي شكل تاج متنامي عرضياً عند تقليم التربية نربي تاج قوي وبعمر الإثمار تقليم الأجزاء المنحنية على ذروة القوس على برعم يتجه نحو الأعلى أو تشكل ثمري .
- يتطلب تقليم الإجاص خبرة عالية وجهد كبير إن إهمال تربية الأشجار الصغيرة وتقليم الإثمار لاحقاً للأشجار الكبيرة يسبب خسائر كبيرة في الكمية والنوعية لمزارعي الإجاص اللذين لم يعتنوا في بساتينهم .
تقليم إثمار الإجاص
تطبق على تقليم الإثمار في الإجاص مبادئ تربية إثمار التفاح نفسها بشكل عام .
1- في حال الأشجار المرباة على أسلاك يتبع تقليم على ثلاث وحدات إنتاجية وتتم المحافظة في المستقبل على نقاط إثمار جيدة التكوين بشكل مستمر ويعمل على ترك مسافة لا تقل عن 10سم بين نقاط الإثمار .
2- في حال الأشجار المرباة بشكل حر . يتبع التقليم بحسب قوة نمو الشجرة . بشكل عام تطبق مبادئ تربية الإثمار في التفاح نفسها . ولكن تضاف بعض النقاط الهامة في تربية إثمار الكمثرى تبعاً لخصائصها البيولوجية .
3- ففي الأصناف التي يتركز الحمل فيها على الطرود الثمرية . يحافظ على عدد كاف من الطرود الثمرية وذلك لتأمين الحمل . أما الأصناف التي يتركز الحمل فيها على الطرود الرمحية والتشكلات الثمرية والطرود الثمرية فيتم التقليم حسب قوة النمو .
4- في الأصناف التي تتميز بوجود طرود ثمرية منحنية تحت ضغط ثقل الثمار في السنة السابقة يتم تقليم الطرد الثمري المنحني على طرد رمحي أو تشكل ثمري قوي جانبي .
5- في الأصناف المتميزة بوجود محافظ ثمرية . يجري تقليم هذه المحافظ على أن تترك ثلاث وحدات إنتاجية . وبعبارة اخرى تعامل المحافظ الثمرية معاملة نقطة الإثمار .
مثلاً : إذا كان على المحفظة الثمرية طرد رمحي أو تشكل ثمري وطرد خضري يتم تقليم الطرد الخضري على برعمين قاعديين وذلك ليصل عدد الوحدات أو البراعم إلى ثلاثة . وهكذا
6- في حال وجود ظاهرة رأس الصفصاف تزال كلياً للسماح بتكوين طرود أفضل ويمكن أن يطبق عليها تقليم صيفي لأزالتها ومنع تزاحمها مع الطرود الجديدة منذ بداية النمو .
7- بما يتعلق بالطرود الشحمية والطرود المصابة والضعيفة والمتزاحمة تزال من قاعدتها وذلك لتخفيف التزاحم بين الطرود وتكوين أعضاء إثمار جيدة التكوين .
8- القطع التجديدي : يهدف القطع التجديدي إلى إعادة التوازن بين المجموع الخضري والمجموع الجذري وتشجيع تكوين أعضاء نمو و إثمار جديدة على الأفرع الهيكلية والنصف هيكلية والحد ما أمكن من ظاهرة التعرية . يتم إجراء القطع التجديدي على مستوى الفروع الهيكلية أو النصف هيكلية إذا كان نمو الشجرة ضعيفاً جداّ . أما بالنسبة للأشجار الهرمة أو الضعيفة النمو فيفضل إجراء قطع تجديدي كل 4-5 سنوات مرة ،
وذلك بقص الأشجار على خشب بعمر 4-6 سنوات بهذه الطريقة يتم تشكيل أعضاء إثمار جديدة قريبة من الأفرع الهيكلية ونصف الهيكلية مما يسهل عمليات الخدمة والقطاف ويعيد الشجرة لشبابها المنتج بعد وصولها إلى مرحلة الهرم . ويرعى تغطيه لجروح بعد إجراء هذه العملية بشمع التطعبم