لقد كنت اجلس في عالمي وحيدا
و ظننت نفسي بالعزلة سعيدا
فذهبت باوراقي الي عالما بعيدا
و اكتفيت بكتابي و قلمي رفيقا
و ذات يوم تثاقلت علي الهموم تثاقلا شديدا
فوجدت نفسي من كثرة الاحزان انسانا شريدا
فتوجهت الي ربي و دعوته دعاءا كثيرا
ان يخفف عني و يجعل لي في الدنيا رفيقا عتيدا
و ذهبت الي شجرتي فغلبني النوم و ذهبت باحلامي بعيدا
و فجاة ظهر من بعيد نورا قويا شديدا
فانتفض قلبي من روعة هذا النور المهيب
و استعدت قوتي لاقترب لاري هذا النور البعيدا
و حين اقتربت لم تكن عيني تصدق ما تراه امامها واقفا مهيبا
فظننت انه خيال او انه حلما سعيدا
فها هو حبيب الرحمن المصطفي العظيم الكريما
فعدوت نحوه مهرولا لارتمي باحضانه و ليكون لي رفيقا
فسقطت امامه من شدة الهول فاتي الي مبتسما سعيدا
فقال لي يا بني ان كنت تريد سعادة الدنيا فادعوا الله انه ليس بعيدا
و ان كنت تريد حلاوة الاخرة فخذ القرآن لك رفيقا
فدعوته ان ياخذني معه ولا يتركني في هذه الدنيا وحيدا
فتبسم و قال ان في العمر بقية ولنا في الدار الاخرة باذن الله لقاءا جديدا
و حين استيقظت من نومي بحثت عنه في كل مكان و لكني لم اجده حولي قريبا
فعدوت نحو القرآن و دعوت ربي ان يجمعني برسوله في الفردوس رفيقا صديقا