صاح المخرج: سكوت.. سنبدأ التصوير حالا .. الأستاذ حاتم شريف هل أنت مستعد؟
أجابه صوت ناعم هادئ من الخلف: سأنتهي حالا .
وكان الماكيير يضع لمساته الأخيرة على وجهه ليبدو ملتمعا متألقا أمام العدسات.. كان وجهه مستديرا بجبهة متسعة ووجنتين تتفجران صحة وعينين بلون صفحة البحر في سكونه .. كان له أنف رقيق أملس وشفتان ممتلئتان تتفجر منها الدماء.. وشعره الأسود الملتمع المصقول بالكريمات قد استقر فوق أعلى جبهته ليضفي عليه وسامة زائدة وصارت تلك التسريحة موضة للشباب الذين اندفعوا يقلدون النجم الشهير في كل شيء ابتسامته .. نظرة عينيه .. طريقته الساخرة في القاء الكلام .. ملابسه على آخر الصيحات .. وحتى تسريحة شعره.
زفر المخرج في ضيق .. تعطل التصوير أكثر من ساعة انتظارا لحضور حاتم شريف وهاهو يتعطل ثانية من أجل أن يضع مكياجه ليبدو أمام الكاميرات كأبهى ما يكون .
والتفت المخرج الى الناحية الأخرى هاتفا: الأستاذة فاتن سلامة مستعدة؟
وأجابه صوت رقيق به رنة موسيقى : انني جاهزة وكانت تلقي نظرة أخيرة الى مرآة صغيرة بأحد الأركان واطمأنت الى ملامحها.
كانت فاتنة بحق .. وجه خمري مستدير رقيق .. حاجبان سوداوان وعينان صافيتان يتألق لؤلؤهما الأسود مكان المقلتين.. نهايتهما مسحوبة تشبهان عينا كليوباترا أو نفرتيتي.. ولم تكن بها حاجة لأن تزججهما بالكحل الأسود لأن سوادهما كان يبدو طبيعيا فاتنا.
بقية ملامح الوجه كانت لا تقل فتنة .. الانف ناعم رقيق كأنه لطفلة صغيرة
والفم مثل حبة فراوة صغيرة ناضجة شهية انقسمت نصفين .. والذقن مستدير في بهاء ولطف تستقر في منتصفه نغزة صغيرة محببة..أما الشعر فبلون سنابل القمح الناضجة قد انتثر حول الوجه في عبث رائع , فقد كان المشهد يتطلب أن تبدو في حالة فزع ورعب.
يتبع .................... ان شاء الله