دمشق ـ عمر المقداد:
أكد الرفيق محمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي العمل على عقد مؤتمر قطري للحزب قبل نهاية العام على أبعد تقدير لبحث استراتيجية الحزب ورؤاه حيال متطلبات المرحلة الحالية ومضيه في تنفيذ المشروع الإصلاحي الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد، مضيفاً أن صدور مشروعي قانوني الأحزاب والانتخابات العامة يؤسس لحياة برلمانية وسياسية جديدة في سورية.
وقال الرفيق بخيتان في لقاء حواري أمس مع قيادات الشعب الحزبية في فرع دمشق والقيادات البعثية في مجلس المحافظة وفي فروع المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وذلك في صالة السابع من نيسان إن الأساس في تأسيس الأحزاب وفق ما سينص عليه قانون الأحزاب الجديد أن تكون وفق أسس وطنية خالصة، بعيدة كل البعد عن النزعات الدينية والطائفية والمذهبية والمناطقية والعرقية وغيرها من المفاهيم الضيقة التي تقوض البناء الوطني ولا تساعد على بناء وطن لكل السوريين، وتهدد بهدم كل الإنجازات والمكتسبات التي حققها البعث خلال الفترة الماضية، مشيراً في هذا الخصوص إلى تقديرات تفيد بأن المناخ السياسي الجديد سيشهد إقبالاً على تأسيس أحزاب جديدة.
وأضاف إن القانون الجديد يشترط على الأحزاب المرخص لها أن تسوي أوضاعها مع أحكامه خلال فترة ستة أشهر، كما أشار الى الاهتمام بإنشاء مؤسسات بحث ودراسات في الحزب سيتم إنشاؤها وفق أرقى المواصفات المعتمدة.
وأشار الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب الى إمكانية انعقاد مؤتمر قطري جديد للحزب قبل نهاية العام على أبعد تقدير، وقال إن المؤتمر سيكون تاريخياً في حياة الحزب كونه سيسبق الانتخابات التشريعية التي نرى أنها لحظة مفصلية قادمة في حياة سورية، وسيخوضها الحزب لتأكيد دوره النضالي ومتابعة عمله في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات للشعب، لافتاً إلى أن العديد من الملفات التي سيناقشها المؤتمر أصبحت جاهزة.
ولفت الرفيق الأمين القطري المساعد إلى قرب انتهاء مدة التسعين يوماً بعد انتهاء الدور التشريعي الحالي، معتبراً أن مجلس الشعب سيكون مدعواً للانعقاد خلال الأيام القادمة، وبحكم القانون، لمناقشة جملة من القرارات والقوانين التي تدعم مسيرة الإصلاح، ومن بينها خصوصاً قانون الانتخابات العامة، ومن ثم يصدر الرئيس الأسد مرسوماً جمهورياً بحل المجلس والدعوة لانتخابات تشريعية قبل نهاية العام.
وقال إن إقرار قانون جديد للأحزاب ورغبة الكثيرين ممن يودون تأسيس أحزاب في فسح المجال أمامهم للمشاركة في الانتخابات المقبلة، هما من الأسباب التي دعت لانعقاد مجلس الشعب مجدداً، وإرجاء الانتخابات إلى موعد لاحق سيكون قبل نهاية العام، وهذا دليل إضافي على رؤية الحزب لأهمية مشاركة الجميع في البناء الوطني ومتطلبات المرحلة القادمة.
وقال الرفيق بخيتان إن الانتخابات التشريعية القادمة ستكون مهمة ومفصلية لجهة تعويل الحزب على صناديق الاقتراع لتأكيد مصداقيته التي نالها من ثقة الجماهير به ودفاعه المستميت عن مبادئها وقضاياها الوطنية والقومية، لافتاً إلى أفكار تتم دراستها في كيفية خوضه لها، وسواء بقوائم كلها من البعثيين أو مع أحزاب أخرى ومستقلين، مؤكداً في هذا الخصوص أنه من الجحود والنكران محاولة البعض تغييب الإنجازات الكبيرة التي حققها الحزب لجماهير العمال والفلاحين وباقي شرائح المجتمع خلال العقود الماضية، واقتصار حديثهم عن أخطاء ارتكبت هنا أو هناك من قيادات بعثية من دون الإشارة إلى الدور الكبير للحزب وتاريخه النضالي.
وأضاف إن ساحات الوطن ملأى بالإنجازات والمكتسبات التي تحققت بفضل الدور القيادي للحزب، من الأمن الغذائي الى سياسة دعم الفلاحين والمحاصيل الزراعية والسدود واستصلاح الأراضي ودعم القطاع العام وتوسيعه ومنع تسريح أي عامل واعتباره خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، إضافة إلى مد شبكات الهاتف والمياه والكهرباء إلى كل بيت في المدن والريف وبناء الجامعات والتعليم المجاني والصحة والاستشفاء المجاني، إضافة إلى حرب تشرين التحريرية والانتصار على إسرائيل ودعم المقاومة الوطنية، وتحرير الجنوب اللبناني، والموقف الثابت من القضية الفلسطينية، والموقع الريادي الذي تحتله سورية في قضايا المنطقة، هذا بالإضافة إلى القرارات الإصلاحية التي أطلقها السيد الرئيس خلال الفترة الماضية مثل إلغاء حال الطوارئ ومرسوم منح الجنسية، ومراسيم العفو وغيرها من القوانين التي ستصدر حول الأحزاب والإعلام والإدارة المحلية والانتخابات العامة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلس الشورى، وتعديل الدستور بما يتوافق مع القوانين الجديدة، وبشرط أن يكون وفق استفتاء عام، لأن الدستور ملك للشعب.
وقال الرفيق بخيتان كلنا يدرك حجم الإنجازات التي حققها الحزب، وإن من لايعترف لا يرى الصورة بشكلها الصحيح، لافتاً إلى مؤشر بارز للدلالة على صوابية هذا الكلام من خلال المسيرات المليونية لجماهير سورية التي خرجت للحفاظ على هذه المكتسبات، والمضي بالمزيد منها في ظل قيادة الرئيس الأسد، مشدداً على أن من يعمل لابد أن يخطئ، ونحن في الحزب نعترف بارتكاب أخطاء قام بها أفراد، وهو أمر موجود في كافة الأحزاب في العالم، لافتاً إلى أننا جميعاً مع مكافحة الفساد والمفسدين ومكافحة التهريب، مشيراً في هذا المجال إلى قرار بإنشاء شريط الكتروني على الحدود التي تشهد عمليات تهريب وخصوصاً لمادة المازوت.
وشدد الرفيق بخيتان على حزم الدولة وتصميمها على التصدي لكل أعمال التخريب مهما كان حجمها، ومشيراً إلى أن المخالفات التي حدثت خلال الشهور الستة الماضية تتجاوز حجم ما جرى خلال السنوات العشر الأخيرة.
ولفت الرفيق بخيتان إلى أن الوقائع التي تتكشف تباعاً ومجريات التحقيق تكشف أن ما تتعرض له سورية هو حلقة جديدة من حلقات المؤامرة التي ما زالت تستهدفها منذ سنوات وعقود بسبب مواقفها الوطنية والقومية الممانعة للسياسة الأمريكية التي تريد إعادة رسم المنطقة وفق مفهوم الأمن الإسرائيلي.
وقال الرفيق بخيتان كشفت تطورات الأحداث أن المطلوب ليس الإصلاح، وإنما استغلال التظاهر للقيام بأعمال تخريب وقتل وخلق فتنة طائفية تقود إلى الهدف الأساسي المتمثل بتهديم بنية الدولة ومحاولة إخراجها من الصراع العربي الإسرائيلي وبعثرتها لكيانات متناحرة متنازعة، لافتاً إلى أن ذلك يندرج ضمن مخطط لتفتيت الدول والمجتمعات العربية وهو ما حدث في بعضها.
وأضاف إن الإعلام المعادي لسورية وشعبها ما زال مستمراً بدوره التآمري وتضخيم الأحداث وفبركتها وتقديمها بشكل يسير في ركب المخطط الخارجي الذي تتعرض له، مشيراً في هذا المجال إلى انطلاق وحدة النشر الالكتروني خلال أيام في القيادة والفروع والمنظمات والنقابات للتصدي للحملة الإعلامية الحاقدة، ومنوهاً برفض السوريين لأعمال التخريب وتصديهم لكل محاولات الإغلاق والإضراب التي يقوم بها، وتصميمهم على ممارسة حياتهم الطبيعية. وهو ما تشهده مدن وقرى سورية.
ودعا الرفيق بخيتان القيادات الحزبية لتتابع دورها في الحوار والتواصل مع الجماهير في كافة المواقع في سبيل التعبير عن مطالبها وقضاياها وإنجاح مشروع الإصلاح، لافتاً إلى نجاح اللقاء التشاوري للحوار الوطني، والترحيب بنتائجه الهادفة للتوصل الى قواسم مشتركة في سبيل مصلحة الوطن، مجدداً الدعوة لكافة أطياف المعارضة الوطنية للدخول في الحوار وللتعبير عن رؤاها في بناء الوطن وفي كافة المجالات
ونوه الرفيق الأمين القطري المساعد إلى فشل رهانات المتآمرين على سورية في حدوث انشقاق داخل المجتمع والجيش العربي السوري والقيادة السياسية والحزب، معتبراً أن ذلك دليل على تعافي وحدتنا الوطنية وتماسك المجتمع ووقوفه صفاً واحداً خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وأضاف إن الهدف الأساسي للخارج ومن يرتبط معه من أدوات في الداخل كان محاولة خلق فتنة طائفية من خلال الاختباء خلف مطالب الإصلاح.
وشهد اللقاء الحواري مداخلات حول خطط الحزب للمرحلة القادمة وجهود الإصلاح المستمرة والقرارات والقوانين التي تصدر تباعاً، والحوار الوطني والحياة السياسية، وأشارت المداخلات إلى أهمية تعزيز بنية الحزب التنظيمية وتقوية جبهته الداخلية.
كما أكدت المداخلات على أهمية الحفاظ على كافة المكتسبات التي حققها الشعب والحزب خلال السنوات والعقود الماضية لكافة شرائح المجتمع وعدم تمكين المرتبطين بالخارج وبأجندات تعادي سورية من تنفيذ مخططهم، كما شددت على الدور الوطني الذي قام به الإعلام السوري خلال الأحداث، ودعت إلى تطويره والارتقاء به.
وفي نهاية المداخلات أكد الرفيق بخيتان على أن حزب البعث مستمر بدوره النضالي، وستواصل الدولة دورها في التنمية والبناء والإصلاح، ولن تسمح لقلة حاقدة بالعبث بأمن الوطن والمواطنين، منوهاً إلى أننا أمام مرحلة هامة وتحدٍ كبير يجب أن ننجح فيها متسلحين بالوعي وبتاريخ وإرث كبير من النضال في سبيل الوطن الإنسان في سورية العزيزة التي تمضي بثبات وفخر نحو المستقبل الزاهر بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
حضر اللقاء الرفيق موفق الباشا أمين فرع دمشق للحزب، والدكتور بشر صبان محافظ دمشق.