غالية فرحات ..
في الثامن من آذار من العام 1987 تضرجت أرض الجولان المحتل بدماء الشهيدة غالية فرحات، هذه الشهيدة التي فتحت صفحة من فصول روزنامة الكفاح والمقاومة الوطنية الجولانية، حين هبّ طلاب مدرسة قرية بقعاثا صبيحة ذلك اليوم للاحتفال بافتتاح مشروع مدّ القرية بمياه الشرب القادمة من الوطن الأم سورية، وضمن برنامج الاحتفالات بذكرى ثورة الثامن من آذار، ويوم المرأة العالمي، الأمر الذي اعتبرته الشرطة الصهيونية تحدياً سافراً لقرارها بمنع سكان الجولان المحتل من التجمهر، في محاولة لمنع عرقلة الخطوة السورية في تقديم الدعم لأبناء الجولان المحتل وتعزيز صمودهم ومواقفهم النضالية...فأقدمت السلطات الإرهابية الصهيونية على محاولة اعتقال عدد من بنات القرية الذين حضنتهم قريتهم الصامدة الصابرة، ومنعت هذه القوات من التعرض لهم، خلال إصرار قائد ما يسمى الشرطة الصهيونية باقتحام القرية واعتقال المطلوبين فيها وتفريق المتظاهرين بالقوة، فبدأت القوات الصهيونية بإطلاق الغاز المسيل للدموع والتعرض للشيوخ والأطفال والنساء ضرباً بالعصي والهراوات، حينها هاجم أبناء القرية القوات المعتدية وطردوها من شوارع القرية بعد أن أصدر قائد القوات المعتدية أمراً بإطلاق الرصاص الحي على السكان، فكانت إحدى رصاصات الحقد الصهيوني قد اخترقت جسد الشهيدة غالية فرحات عن عمر يناهز ال 53 عاماً وإلى جانبها عشرات المصابين من سكان القرية، سقطت غالية فرحات شهيدة تروي بدمها الطاهر أرض الجولان المحتل، تاركة وراءها سبعة أولاد.
ستبقى روح غالية فرحات المنارة التي تضيء درب الانتصار الموعود والموعود قريباً وقريباً جداً، لأن الجولان سوري الهواء والأرض والماء والسماء، وسيبقى كذلك، لأن تاريخ الاحتلال الصهيوني في الجولان المحتل منذ العام 1967، يقابله تاريخ المقاومة والصمود العظيم لأهلنا، رجالاً ونساءً على حد سواء، وهي مسيرة مستمرة لن تنتهي إلا بزوال هذا الاحتلال، وعودة الجولان كاملاً غير منقوص إلى وطنه الأم سورية، و ستبقى مقاومة أهلنا في الجولان المحتل نبراساً شامخاً يهتدي به كل أبناء الجولان بمختلف شرائحهم وألوانهم رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً، هذه المقاومة ومعها كل أبناء الجولان تثبت كل يوم أن حقنا في أرضنا لن يموت، وسيزول الاحتلال، وستبقى دماء غالية فرحات المشعل الذي ينير درب الصمود والانتصار، فالمرأة الجولانية أثبتت ومن دون أدنى شك أنها أخت الرجل الذي وقف شامخاً بوجه العدو الصهيوني تقاومه كما الرجال ليبقى جولاننا سوري الانتماء والهوية.